ما الفرق بين النحو و الصرف

ما الفرق بين النحو و الصرف

النحو؛ كلمةٌ تدل على القصد، كأن تقول نحوت نحوه، ولذلك سمّي نحو الكلام.

ـ لم يكن علما النحو و الصرف معروفَين في العصر الجاهلي ولا في بدايات الإسلام، إذ لم تكن هناك حاجة لهما؛ لأن العرب كانوا يتكلمون العربية الفصحى بطلاقةٍ، لكن عندما بدؤوا بالفتوحات والاختلاط مع الشعوب الأخرى غير الناطقة بالعربية تسرب الإفساد إلى اللغة العربية، وبدأ ظهور اللحن في التخاطب، وانتشر بعدها لافتًا أنظار المسؤولين إليه.

ـ يعدّ اللحن هو السبب وراء تدوين وجمع اللغة والاجتهاد في حفظها، واستنباط قواعد النحو وتصنيفها، عندها ظهرت الحاجة إلى هذين العلمين، اللذان يقال إن نشأتهما كانت بالبصرة في العراق، وتمثلت في حاجتين؛ هما:

ـ حاجة دينية: بسبب اعتناق الأعاجم للدين الإسلامي، ورغبة العرب المسلمين بتعليمهم أمور الدين ورغبة الوافدين بتأدية الشعائر بشكلٍ صحيحٍ، كان لا بدّ من تعلم اللغة العربية، لغة الدين، ولا بدّ من وضع قواعد لها ليستوعبها الأجانب، وكانت القواعد هي علما النحو و الصرف حينها.

ـ حاجة اجتماعية: حيث خلق الله الإنسان ككائنٍ اجتماعيٍّ بالطبع، فاحتاج العرب المسلمون المختلطون بالأعاجم إلى لغةٍ مشتركةٍ ليتفاهموا ويقضوا بها حاجاتهم، وكانت هي اللغة العربية لغة المنتصر، ولا سبيل لذلك إلا بعد وضع قواعد لها.

علماء النحو الأوائل

ـ قيل إن أول من أرسل كلامًا في النحو هو أبو الأسود الدؤلي، وإن عليًا بن أبي طالب هو من ألقى القليل من أصول هذا الفن على الدؤلي، قائلًا: “انح هذا النحو” فسمي نحوًا، وقد اُختلف حول أول المتكلمين بالنحو، فقال البعض إنه نصر بن عاصم الليثي، ونسبه البعض الآخر إلى عبد الرحمن بن هرمز، وقيل يحيى بن يعمر العدواني، وابن أبي اسحاق الحضرمي.

ـ يندرج أشهر علماء اللغة العربية في التاريخ بين البصريين والكوفيّين؛ فمن البصريّين نجد سيبويه، والخليل بن أحمد الفراهيدي، وأبا عمرو بن العلاء، وحمران بن أعين الطائي، والأخفش الأوسط، والمازني، والزجّاج، وعنبسة بن معدان الفيل، وعطاء بن أبي الأسود الدؤلي، وابن السّراج. ومن أشهر العلماء الكوفيين ثعلب، والكسائي، والفرّاء، وعيسى بن عمر الهمذاني.

الفرق بين النحو و الصرف

ـ النحو؛ كلمةٌ تدل على القصد، كأن تقول نحوت نحوه، ولذلك سمّي نحو الكلام، لأنه يقصد أصول الكلام، فيتكلم على حسب ما كان العرب يتكلمون به، ويقال إن بني نحو هم قومٌ من العرب، ومن الباب انتحى فلان لفلان؛ أي قصده وعرض له.

ـ تشير كلمة نحو أن الحركات (ضمة أو فتحة أو كسرة) لا تظهر على أواخر الكلمات قبل دخول الكلمات العربية في تركيب العبارات وانضمامها إلى غيرها، ولا يكون لها محلٌ من الإعراب، لكنها تظهر على أواخر الكلمات إذا جاءت في جملةٍ أو عبارةٍ مفيدةٍ تامة لتدل على موقعها في الجملة، وذلك لأنها تتأثر بالعوامل فتكون مُعربةً إذا تغير آخرها، ويقال عنها مبنية إذا ثبت آخرها، وعليه يطلعنا علم النحو على التغيير الذي يطرأ على أواخر الكلمات الموجودة في عباراتٍ من حيث أنها معربةٌ أو مبنيةٌ، ويوضح أنواع العوامل وشروطها وما ينتج عن كل منها.

ـ الصرف؛ يقال له التصريف أيضًا، وهو في اللغة بمعنى التغيير، كما في الشاهد القرآني: “وتصريف الريح” أي تغييرها، بمعنى أنها تأتي بالرحمة تارةً وبالعذاب تارةً أخرى بينما تجمع السحاب تارةً وتفرّقه في غيرها، وتأتي أحيانًا من الشمال وأحيانًا من الجنوب، وكذلك تصريف الأمور وصرف الفتيان وهكذا.

 

ـ أما اصطلاحًا؛ فهو التغيير الذي يتناول صيغة الكلمة وبنيتها (العربية) لإظهار ما فيها من حروفٍ أصيلةٍ أو زائدةٍ، أو صحة وإعلال أو غير ذلك، وهنا يكمن فرقٌ جوهريٌّ بين النحو و الصرف في العربية. يختص الصرف بالأسماء المعربة والأفعال المتصرفة، أما الحروف وما شابهها من الأسماء المبنية والأفعال الجامدة والأسماء الأعجمية فلا علاقة بعلم التصريف بها.

شارك المقال

مواضيع ذات صلة

أقسام الموقع